أجرى وزير شؤون مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة، معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، مقابلةً مع السيد إيلون مسك، المهندس والمخترع في مجالات الفضاء والصواريخ والمركبات والذي يسعى في عمله إلى المساهمة في استدامة النقل والطاقة والسفر إلى الفضاء والتواجد على الكواكب الأخرى.

ركّز السيد إيلون مسك في حديثه على أنّه بات بإمكاننا الآن استخدام جهاز لا يكلف سوى 100 دولار للتواصل مع الآخرين أينما كانوا في العالم والبحث عن أي معلومة نريدها ولم يكن بمقدورنا القيام بذلك في الماضي أو حتى التنبّؤ به، ولذلك لا يمكننا التنبؤ بما سيحصل في المستقبل، جلّ ما يمكننا فعله هو تأمّل ما نريده أن يحصل. ومن هذا المنطلق، فهو يأمل أن يتم تطوير الذكاء الاصطناعي والأجهزة التي تعمل ذاتيًا على المدى القصير، وأن يسكن الإنسان على سطح المريخ أو حتى أبعد منه وأن يسافر بوتيرة أكبر إلى الفضاء على المدى الطويل. كما أشار إلى أنّه سيكون من الشائع جدًا بناء سيارات ذاتية القيادة بعد 10 سنوات وسيصبح ركوب مثل هذه السيارات أشبه بركوب المصعد. إلاّ أنّ من شأن ذلك أن يعكّر صفو الطريقة التي نفكر ونعيش بها، إذ سيتسبب ذلك في بطالة الكثير من الناس الذين يعملون في قطاع النقل حاليًا وهذا ما سيفعله التقدم التكنولوجي ككل في مطلق الأحوال. كما شرح أنّ إحدى أكثر المسائل إثارةً للقلق اليوم هي أنّ الذكاء الاصطناعي سيبلغ حدًا يصبح عنده أذكى حتى من أذكى شخص على وجه الأرض وذلك أمر بالغ الخطورة. وبالعودة إلى الأرض، ذكر مسك أنّه يعمل حاليًا على بناء نفق تحت واشنطن لاّن بناء الأنفاق تحت المدن الكبيرة هو برأيه السرّ لحل مشكلة الازدحام، إذ يمكن بناء عدد طوابق أكبر بكثير تحت سطح الأرض مما يمكن فوقها، ويكمن سر النجاح في بناء أنفق منخفضة التكلفة وعالية السلامة.

وفي الختام، قدّم مسك عدة نصائح توجه فيها للحكومات، ومنها إيلاء عناية خاصة لتطوير الذكاء الاصطناعي وتكييفه مع حياة الإنسان والحرص على عدم الاسترسال في البحوث التي قد تضر الإنسان، وإيجاد طرق لإنتاج المزيد من الطاقة الكهربائية بما أنّ الانتقال إلى السيارات الكهربائية سيزيد الطلب على الطاقة الكهربائية بشكل هائل، والتفكير في حل لمشكلة البطالة التي ستنجم عن التقدم التكنولوجي، ولذلك، يجب برأيه توفير راتب أساسي للعاطلين عن العمل أينما كانوا في العالم بما أنّ هذه البطالة ناجمة في معظمها عن تقدم الذكاء الاصطناعي. واختتم مسك حديثه بالتشديد على فكرة مساعدة الناس على إيجاد معنى لحياتهم التي يربطونها عادةً بتقدمهم المهني وعملهم بعد أن يكونوا قد فقدوا هذا العمل بسبب تطور الذكاء الاصطناعي.