
صناعة السخط والتطرف
فبراير 12، 2017
منطقة ديوا للتواصل
تطرقت جلسة "صناعة السخط والتطرف" التي ترأّسها الكاتب والمحلل السياسي عبدالله العتيبي إلى مصادر التطرف، وأصله، وأسبابه، وحلوله، حيث شدّد العتيبي على أنّ موضوع التطرف متشعب وواسع ولا يمكن معالجته بالتطرق إلى عامل واحد فيه، بل يجب معالجته على عدة مستويات في آن واحد.
بدأ السيد العتيبي الجلسة بطرح سؤال هام وهو: ما هو أصل الإنسان؟ هل هو الخير أم الشر؟ حيث أوضح أن أدياناً وفلسفات كثيرة اتفقت على وجود الاثنين لدى الانسان وأنّ التطرف يأتي من جانب الشرّ. كما ركّز على فكرة أنّ التطرف لا دين له، فالكثير من الأديان والثقافات مرت بالكثير من الحروب، ولذا فالإرهاب لا يقتصر على المسلمين فحسب، والمنظمات الإرهابية تستند إلى الكتب الدينية لتبنّي التطرف مهما كان دينها. تتذرع جماعات الإسلام السياسي بدين الإسلام الذي فيه في الواقع الكثير من التسامح وذلك من خلال نسب مفاهيم خاطئة للإسلام. أشار السيد العتيبي أيضًا إلى أنّ التطرف الإسلامي يرتكز منذ القدم على فكرة استعادة الخلافة الإسلامية وبنائها من جديد. وقد نشأت الكثير من الجماعات على هذه الفكرة وصنعت ما يُعرف بـ "الإسلام المستَفَز" الذي يشعر بالكثير من الكراهية والإهانة التي لا بد من التعامل معها والرد عليها. وقد أدي هذا التطرف الإسلامي إلى انتشار السخط والإحباط الذي يدفع إلى الهجوم على كل ما تبذله الحكومات من جهود كمحاولة بناء دولة حديثة متجددة، كما أدى إلى ظهور العنف الذي أودى بحياة الكثيرين. وعدّد العتيبي المفاهيم التي يأتي منها العنف، ومنها المفاهيم الفكرية والاجتماعية المتطرّفة والمفاهيم القتالية. وذكر أنّ من بين المشاكل الأساسية التي تواجهها الحكومات في وجه التطرف جدل الدين والسياسة وعولمة التطرف وتعويمه.
وفي النهاية، شدد العتيبي على أنّ التطرف صناعة أساسية وليست ردة فعل وأنّه لا يتفق مع فكرة ربط التطرف بشيء مختلف عن الأيديولوجيا. فقد تكون العوامل الأخرى أسباباً ثانوية للتطرف، لكنّها ليست السبب الرئيسي له. واختتم بتقديم عدة حلول لمواجهة التطرف، منها بناء استراتيجية شاملة لتطويق الخطاب الديني، وبناء منظومة تشريعية تتصف بالتطور وقطع التمويل عن الجماعات المتطرفة، قائلاً إنّ "المعركة طويلة مع الإرهاب ولكنّ الأمل كبير".