wgs_logo
Session_9
جلسة حوارية رئيسية

فبراير 12، 2017

قاعة أرينا

ألقى معالي محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء ونائب رئيس المجلس الوزاري للخدمات خطاب انطلاق الدورة الخامسة للقمة العالمية للحكومات حيث أشار إلى التغيرات المتسارعة التي تتابعت منذ عام  2016 وغيّرت النظرة إلى المستقبل وأثارت الشكوك حول العولمة وكيف اتجهت الأمم نحو الشعبوية والحمائية، بدلًا من تجاوز الحواجز العرقية والدينية لتصبح القيم من المتغيرات لا الثوابت في كل المجالات، إذ لا يوجد حدود لسرعة التنقل ولا موانع في المعاملات التجارية الاقتصادية، ولا حواجز في الهندسة الوراثية، إضافة إلى غيرها من مجالات التعليم، والطب، وطاقة المستقبل.

وأضاف أن لقاء اليوم ما هو إلّا "محطة لمحاولة قراءة التغيرات في كافة المجالات" ومحاولة الإجابة على المستقبل المتسارع، قائلًا إنه لا يجب علينا أن نشعر بالخطر من المستقبل أو مواجهته، مُشيرا إلى أنّ البشرية تمرّ بجموعة من نقاط التحوّل على عدة مستويات، اقتصادية وسياسية واجتماعية وعلمية، منهيًا خطابه بالتشديد على الإجابة عن كيفية مواجهة التحديات ورصدها والتعامل معها.

قدّم البروفسور كلاوس شواب لمحة عن  شكل الحكومات الراهن والاتجاهات التي يتعين على الحكومات اختيارها في ظلّ "وقوف العالم أمام مفترق تاريخي" بين ما يُسمى الليبيرالية الجديدة ، والأزمات التي واجهها ملايين الأشخاص الذين يعتقدون أن العولمة لا تسير وفق مصلحتهم الخاصة، مُشيرًا إلى أنّه لا بد من اختيار طريقة تعيد هيكلة الطرق والمسارات، دون تجاهل المنافع الكبرى للعولمة في قضايا الفقر وسلسلة الإمدادات، والتنبّه إلى المنحى الجديد الذي يتجه نحو معادلة اقتصادية جديدة ومهارات جديدة، وكيف غيّرت الثورة الصناعية حياتنا وطريقة عملنا.

ولمواجهة الفوضى والاضطراب، طرح شواب عدة أنماط ونماذج جديدة، فأولًا يجب عدم العودة إلى ما يُسمى بالنظام الليبرالي الجديد في ظل وجود أنظمة مضادة تُضعف الحكومة، والمضي قُدمًا نحو نمط تفكير ذي طابع إنساني. كما لا بدّ من تجاوز السلبية والخوف من الواقع والثقة بالمستقبل، إلى جانب اتباع مفهوم تعدد الجهات المعنية والفاعلة في سياسة صنع المستقبل، إذ لا يمكن للحكومات ولا المجتمعات مواجهة التحديات منفردة، مع العمل على الدمج بين الهوية الوطنية العالمية في معالجة القضايا المهمة للانتفاع من العولمة. كما أشار إلى تجربة سنغافورة التي توائم بين نفوذ الفرد والمجتمع، مُشددًا على أهمية مبدأ الاستكشاف وسبر أغوار الخدمات البديلة والثانوية، والانتباه إلى عامل القيم المشتركة، كما هو الحال في دبي التي تعتمد على ثلاث قيم مشتركة، وهي احترام الكرامة البشرية والتنوّع، وخدمة المجتمع، وتقديم القدوة للجيل القادم.  

وأنهى حديثه بالإشارة إلى منهجية القيادة المسؤولة، قائلًا إنه "لإدراك المستقبل لا يكفي أن نضع أيدينا على المشكلة بل لا بدّ من التحلّي بالجرأة والشجاعة لقيادة المهمة والعزم الذي يعتمد على القيم".