
كيف نبقى سعداء في عصر الروبتات والذكاء الصناعي؟
فبراير 13، 2017
قاعة أرينا
تحدّث في هذه الجلسة السيد شون آكور، خبير في علم السعادة ومؤلف ومتحدث عالمي ومؤسس "جود ثينك، إنك"، حيث تمحور حديثه حول مفهوم السعادة والعوامل المؤدّية لها، كما عرض أهمّ الاكتشافات العلمية الحديثة التي توصّل إليها في أبحاثه.
أولاً، عرّف شون السعادة بتفريقها عن المتعة، حيث قال: "السعادة هي الشعور الذي ينتابك عندما تسعى إلى تحقيق قدراتك الكامنة"، وهي بهذا تختلف عن المتعة المجرّدة التي تكون قصيرة المدى وتنفي الافتراض الشائع بأنّ الشعور بها يعني بالضرورة تركنا للمسؤوليات والتحديات التي يجب أن نواجهها. كما بيّن أنّ السعادة يجب أن تُمارَس باستمرار، فهي قرار يُتّخذ رغم صعوبته أحيانًا. وهي ليست مجرّد تفاؤل غير عقلاني، بل موقف وسلوك إيجابي.
علاوةً على ذلك، تكلّم السيد شون عن أهم العوامل والشروط المؤدّية إلى السعادة، وتحديدا الاتّصال الاجتماعي، وهو الأمر الذي أكّدته آخر الأبحاث فيما يسمّى "الخلايا العصبيّة الانعكاسية" التي تدفع البشر لتكرار السلوك المرئيّ أمامهم، مما جعلنا نلاحظ أنّ البشر "مرتبطون لاسلكيًا" بصورة تفوق تصوّرنا. وكما أنّ الاتّصال الاجتماعي الإيجابي قد يؤدّي بنا إلى السعادة، فإنّ أمورًا مثل الاكتئاب والقلق والضغط النفسي تكون مُعدِية أيضًا، وهذا يعني أنّ على البشر الانتباه إلى الطريقة التي يتعاملون فيها مع العالم والناس، فنحن لا نتعامل مع الأمور وحدنا بل مع الناس أيضًا. من ناحية أخرى، وضّح شون أهمّية النظرة الإيجابية إلى الأمور كعامل آخر مؤثر للوصول إلى السعادة، مشيرًا إلى أنّ طريقة أحداث العالم الخارجي على درجة أكبر من الأهمية من الأحداث ذاتها، فالعقلية الإيجابية في التفكير بالأمور هي أصل تحقيق الإنجازات، موضحًا أنّ "العقلية السّلبية تُبقي الأفراد أسرى أنماط سلوكية سلبية".
وختم السيد شون آكور حديثه بتلخيص أهم الاكتشافات التي وصل إليها عبر أبحاثه في علم السعادة، وهي أنّ السعادة خيار وأنّها مُعدِيَة، كما أنّها تُعتبر أهمّ ميزة تنافسية في الاقتصاد الحديث.