"كيف يمكننا بناء وتصميم الأنظمة بطريقة تفيد المستخدم وتحترم الخصوصية في ذات الوقت؟"

عرض بروس شناير، الزميل في مركز بيركمان للمجتمع والإنترنت في جامعة هارفرد، مشكلة خرق الخصوصية والتي تزداد مع تقدم عصر التكنولوجيا، موضحًا في جلسة حوارية من جلسات القمة العالمية للحكومات أن عملية خرق الخصوصية وبشكل متزايد تأتي بالدرجة الأولى بسبب موافقة مستخدم الأنظمة ذاتها على عرض معلوماته الخاصة، موضحًا أن عملية خرق الخصوصية تبدأ من امتلاك الفرد للأجهزة المحمولة والحواسيب، التي توفر بدروها معلومات وبيانات للشركات والحكومات أو حتى للمقرصنين بمجرد تفعيل أحد هذه الأجهزة.

وأشار شناير إلى طريقة كل جهة من الجهات السابقة في استخدام هذه المعلومات، مبينًا أن الحكومات تستخدم هذه البيانات لأهداف تتعلق بالأمن والأمان، ومؤكدًا أن المواطنين كانوا سيرفضون هذا الخرق لو طُلبت منهم المعلومات الشخصية بشكل مباشر، لكن مع استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، أصبحوا يقدمون المعلومات التي تحتاجها الحكومات بسهولة. أما فيما يتعلق باستخدام الشركات الخاصة للبيانات الشخصية، فقد أكد شناير أنه يتم استخدامها بهدف الإعلانات وجذب المستهلك بناءً على معلوماته ورغباته الشخصية التي طرحها على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى على حسابات البريد الإلكتروني، بينما يستخدم المقرصنون البيانات الشخصية لأهداف تتمحور حول الابتزاز، ومن الأمثلة التي عرضها شناير في هذه الحالة، حين يقوم المقرصنون بالحصول على أرقام بطاقات الائتمان وبيعها في السوق السوداء بمبالغ مالية طائلة.

من جهة أخرى وفيما يتعلق بالحلول، عرض شناير مجموعة من الاقتراحات التي قد تساعد في حماية الفرد من خرق معلوماته، كوضع واتباع قوانين لطرق استخدام تلك البيانات، مشيرًا إلى التجربة الأوروبية والأمريكية في تفضيل أمن المواطن وبياناته على المراقبة، كما أشار إلى أن الأمن والخصوصية وجهان لعملة واحدة، ولذا لا يمكن التخلي عن أي منهما. وأضاف شناير أنه من أجل ضمان الشفافية، لا بد من أن تقوم الحكومات بعرض المعلومات التي تحصل عليها من خلال الأنظمة، وبهذا تكون تلك الحكومات قد استخدمت البيانات بطرق شرعية ليأتي بعدها التغيير الصحيح. ومن زاوية أخرى اعتبر شناير أن عملية المراقبة على طريقة استخدام تلك المعلومات حل مناسب للسيطرة على عمليات الاختراق، لكن لا بد من فصل عملية المراقبة عن عملية التجسس. واختتم شناير الجلسة بتأكديه على صعوبة تخطي عملية اختراق المعلومات حتى لو حاول الفرد العيش بمعزل عن أي برامج أو وسائل تواصل اجتماعي بمجرد حوزته لأي جهاز من أجهزة العصر الحالي.

كيف يمكن للحكومات الموازنة بين الخصوصية والازدهار؟

المتحدثون

السيد بروس شنير