"في نهاية حياتك، لن يعنيك سوى أمرين اثنين، ما الذي استطعت أن تحققه وكم شخصًا قدمت له يد العون؟"

تحدث روبين شارما، مؤلف كتاب "قائد بلا ألقاب" عن صفات قائد المستقبل من وجهة نظره، وأشار إلى ضرورة فهم أسس القيادة والصفات التي ينبغي أن يتحلى بها القائد الناجح، وذلك في كلمة تخللها عدد من الأسئلة التي وجهها للحضور وبعض الأمثلة التحفيزية لقادة ومشاهير حول العالم.

ووضع شارما تعريفًا للقيادة يشمل ثلاثة محاور رئيسية، الأول أن القيادة تتمثل في خدمة الناس، والثاني أن نجاح القائد يكمن في عدد من يستطيع أن يؤثر بهم، أما الثالث فهو أن القائد لا يحتاج إلى لقب أو تكليف كي يقوم بدوره القيادي. وأضاف قائلًا، "كن قائدًا حيثما وُجدت، لأن القيادة لا تحتاج إلى لقب، إنما هي نهج وأسلوب حياة"، وذلك في مقابل القيادة الزائفة التي تهتم بالماديات والألقاب على حساب العمل الفعلي. وأشار شارما إلى أن هناك مبادئ خمسة تميز القائد الناجح وهي، أن تبرع في عملك حتى لا يكون وجودك وعدمه سواء، وأن تترك الناس في وضع أفضل مما كانوا حين التقيت بهم، وألا تغتر بالنجاح، وأن تعتبر الفشل فرصة للنمو، وأن تبتعد عن كل ما من شأنه أن يشتت ذهنك، حتى تصبح حياتك حافلة بالإنجازات والإنتاج.

وعقد شارما مقارنة بين الشخصية الانهزامية والشخصية القيادية، فالأولى تهتم بتقديم الأعذار، وتعجز عن التركيز، وتهتم بما يشتت الانتباه وتخشى التغيير، أما الثانية فتهتم بالإنجاز وتحقيق نتائج مبهرة، وتتسم بالقدرة على التركيز، وتميل إلى التغيير. وفي ختام حديثه، ركز شارما على أن نجاح مهمة القائد ترتبط بقدرته على بناء علاقات جيدة، والتواصل مع أعضاء الفريق والتحاور معهم. وأشار إلى أن المبدعين المبادرين كثيرًا ما يتعرضون للانتقاد والهجوم، إلا أنهم يستطيعون أن يحولوا المواقف السيئة إلى طاقة تساعدهم على النمو والتقدم، إذ أن "الفشل في حد ذاته يمثل فرصة مواتيه للنجاح يجب اقتناصها".