wgs_logo
ما هي مناطق السعادة في العالم؟

فبراير 12، 2017

منطقة ديوا للتواصل

"بدلًا من محاولة تغيير سلوك الأفراد، يجب البدء بتحسين البيئة الصحية المحيطة بهم".

 استهل دان بيوتنر، زميل - ناشيونال جيوغرافيك، جلسته بالحديث عن ثمانية أسباب قد يكون لها دور في زيادة عمر الأفراد، وبالتالي زيادة مستوى سعادتهم، حيث اقترح أن عدد ساعات النوم المناسب، وعدد حصص الخضار المستهلكة يوميًا، ووجود أصدقاء مقربين يمكن الاعتماد عليهم وقت الحاجة، والانتساب إلى مؤسسة دينية لتحقيق الانتماء الروحي، وعدم التدخين، والنشاط البدني، جميعها عوامل تساهم في زيادة عمر الأشخاص.

 وقدم بيوتنر نتائج دراسة سابقة أشارت إلى أن هناك خمس مناطق في العالم، أطلق عليها اسم "المناطق الزرقاء"، تتمتع بأعلى نسب من السعادة والاستقرار وهي: ساردينيا في إيطاليا، وأوكيناوا في اليابان، ولوما ليمبدا في كاليفورنيا، ونيكويا في كوستاريكا، وإيكريا في اليونان. ويشترك سكان هذ المناطق في مجموعة من العوامل التي ساهمت في زيادة مستوى سعادتهم، حيث يتبع سكان هذه المناطق نمط حياة ريفي يعتمد على الطبيعة والزراعة واستهلاك الخضار بشكل يومي، كما أنهم غالبًا ما يعيشون في عائلات أو مجموعات مترابطة وداعمة. ويتميز نمط حياة هؤلاء السكان بالحركة المتواصلة وخاصةً في ممارسة الأعمال المنزلية وأعمال البستنة. ومن بين العوامل التي ساهمت في زيادة مستوى سعادتهم أيضًا أن هذه المجتمعات مختلفة جينيًا، ما قلل من الأمراض الوراثية، بالإضافة إلى تمتعهم بالتواصل الروحي من خلال عادات دينية. وكان من بين النتائج المثيرة للاهتمام أن سكان دولة فقيرة مثل كوستاريكا يتمتعون بمتوسط عمر طويل على الرغم من عدم توافر الرعاية الصحية الكافية. كما لاحظ بيوتنر خلال رحلته في البحث عن أسباب السعادة أن تغيير السلوك لا ينجح في تحقيق السعادة بقدر تغيير البيئة المحيطة.

 واختتم بيوتنر موجزًا نتيجة تجربته أنه نجح، بمساعدة بعض المنظمات غير الربحية، في إثبات أن تغيير السياسات هو العامل الأهم في التغيير، ويشمل ذلك تهيئة بيئة مناسبة لنمط حياة صحي وسعيد، وتأسيس مجموعات حقيقية للتواصل الاجتماعي، وتعزيز الصفات الإنسانية مثل الإيثار وحب الغير من خلال التطوع وتقديم المساعدة.