
نحو عالم متعدد المعرفة: بناء مجتمعات مرنة عبر التعليم والابتكار
فبراير 13، 2017
قاعة أرينا
تحدثت معالي إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم والتربية (اليونسكو)، في جلستها أثناء انعقاد القمة العالمية للحكومات في دورتها الخامسة التي تستضيفها دبي، عن أهمية بناء مجتمعات مرنة من خلال التعليم والابتكار لتواكب متطلبات العالم متعدد المعرفة، مبينةً أن تعزيز الابتكار ودعم التعليم من الأسس التي تحظى بدعم اليونسكو الكامل.
وفي مجمل حديثها عن أهمية بناء المجتمعات المرنة التي تأخذ بعين الاعتبار مختلف المتغيرات التي يشهدها العالم، أشارت معالي إيرينا بوكوفا إلى ضرورة وضع سياسات ومخططات حيوية تواجه المخاطر التي تحيق بشعوب العالم، سواء كانت تلك المتعلقة بتغير المناخ، أو الكوارث والنزاعات الدموية التي لم يُشهد لها نظير من قبل، والتي سيكون لها دون شك تبعات لا يستهان بها، كما تبين التقارير الدولية الصادرة عن مختلف المنظمات والمؤسسات المعنية بهذه الشؤون. بعد ذلك، انتقلت معالي المديرة العامة لليونسكو إلى الحديث عن المؤشرات التي تعكس التحديات الجدية التي يجب على المجتمعات مواجهتها وإيجاد حلول مناسبة لها، مثل الفقر والتغير المناخي وتجاهل حقوق النساء والفتيات تحديدًا، وغيرها من تهميش الشباب وعدم توفير الدعم المناسب لهم ليكونوا أفرادًا فاعلين في مجتمعاتهم. وشددت معاليها على الضرورة الملحة لوضع سياسات ترمي إلى توفير الفرص المتكافئة وتجنب النزاعات، والتي من شأنها أن تشق الطريق نحو تحقيق الاستدامة في النمو والتقدم والتطور لكافة الأفراد دون استثناء. كما ذكرت أن تطبيق مثل هذه السياسات يتطلب بناء شراكات جادة ومثمرة تتضافر فيها الجهود والرؤى التي تعتبر إرساء السلام الدولي أهم أولوياتها وواجباتها.
وأوضحت المتحدثة كذلك أن الخطوات التي يجب اتخاذها لتحقيق هذه الأهداف يجب أن تشمل التعليم والتكنولوجيا وترسيخ أسس الحوكمة السليمة وتشجيع الحوار الثقافي والحضاري ومراعاة شح الموارد الطبيعية، مع التركيز على مصدر الطاقة المتجددة المتمثل في الموارد البشرية النابضة بروح الإبداع والابتكار.
واختتمت معالي بوكوفا حديثها بتسليط الضوء على أهمية إثراء النسيج الحضاري الذي يعزز الترابط البشري الإيجابي ويشجع على التعايش ويحفز على الإبداع الجماعي، وأشارت إلى أن مسؤولية تطبيق هذه السياسات على أرض الواقع لا تقع ضمن نطاق العمل السياسي فقط، بل تشمل كذلك كافة عناصر المجتمع ومنها القطاعات الخاصة والمدنية والأكاديمية.