"لنفسح المجال أمام أطفالنا لكي يتخطوا توقعاتنا"

تناولت محاضرة الدكتور سكوت باري كوفمان، المدير العلمي لمركز الخيال ومشروع علم الخيال في جامعة بنسلفانيا، المعقوقات السائدة في الأنظمة التعليمية الحالية وامتحانات مستويات الكفاءة والذكاء المتبعة في المؤسسات التعليمية والتي من شأنها أن تحد من إبداع الطالب وقدرته على تخطي الحدود التقليدية للتفكير والابتكار، بل وقد تصل إلى حد تدمير مواهب الأفراد وتهميش عناصر الخيال والإبداع لديهم.

أشار كوفمان إلى أهمية اهتمام الأنظمة التعليمية ببناء علاقة إيجابية ما بين قدرات الطالب الإبداعية واحتياجات المجتمع والعالم الذي يعيش فيه، بدلًا من التركيز على الأسلوب التلقيني، وذلك من أجل تشجيع التفكير المتطور والفكر الإبداعي. وقال إن الدراسات التي أجريت على الدماغ تشير إلى أن عدم التركيز على الخصائص الشخصية للفرد يتولد عنه جيل نمطي يفتقر إلى القدرة على التفكير الخلاق. وأضاف أن قياس مستوى الذكاء مهم بكل تأكيد، لكنه يجب ألا يختزل القدرات الشخصية للفرد والتي قد لا تظهر في مثل هذه الاختبارات القياسية الموضوعة لتحديد مستوى المهارات بشكل غير متعمق، دون أن تأخذ بالاعتبار مواهب الفرد المميزة والفريدة من نوعها. كما دعا إلى إفساح المجال أمام الأطفال لكي تتاح لهم فرصة تخطي التوقعات المحددة وتحقيق إنجازات رائدة وابتكارات واختراعات غير مسبوقة.

كما أشار كوفمان إلى أن تحقيق مثل هذا الأمر يتطلب توفير عدد من العناصر الأساسية، مثل التسامح مع الأخطاء، بل وتشجيعها، وتحديد الهدف الشخصي، وتعزيز مفهوم حب العمل والمثابرة وتحديد الغاية من العمل. وأشار كذلك إلى أن الأشخاص الأكثر استعدادًا للنجاح والأكثر قدرةً على تحقيقه هم الذين لا يشعرون بالارتباك أو بالقلق على الرغم من أنهم يشكلون أقلية في مجتمعاتهم، أو في فصولهم الدراسية، والذين يركزون على التفوق الشخصي بدلًا من الاهتمام برأي الآخرين بهم.

سلّط الدكتور كوفمان الضوء على أهمية تحفيز الأحلام والخيال، مبينًا أن هناك شبكة دماغية تُعنى، في حالات الراحة والاسترخاء، بالتفكير في المستقبل، وهو يطلق عليها اسم شبكة الخيال. كما يؤكد أن إتاحة الفرصة للأفراد للوصول بهذه الشبكة إلى كامل طاقاتها وإمكانياتها الكامنة سيؤدي دون شك إلى تهيئة بيئة خصبة تنمو فيها الطاقات والمواهب الإبداعي.

هل الأنظمة التعليمية مدمرة للمواهب؟

المتحدثون

الدكتور سكوت كوفمان