
هل ستقودنا التكنولوجيا إلى عالم بلا حدود؟
فبراير 13، 2017
منطقة ديوا للتواصل
بدأ الخبير باراغ كانا محاضرته من خلال التقديم لفكرة الحدود السائلة وكيف أصبحنا أمام خريطة جديدة للعالم تحددها شبكات الاتصال والمواصلات التي أصبحت كهيكل واحد يجمع أجزاء العالم المختلفة معًا. وقال كانا أن العالم أصبح محددًا اليوم ب 3 طبقات من الحدود، أولها الحدود الجغرافية الطبيعية، ثم الحدود الجغرافية السياسية التي ترسمها الدول، وثالثها الحدود الوظيفية الفعلية التي أصبحت اليوم تجمع الطبقات السابقة معًا ضمن مفهوم واحد مختلف.
وأشار كانا إلى التحول الذي طرأ على شكل العالم اليوم باتجاه انشاء عدد أكبر من المدن للتكيف مع التزايد في أعداد السكان، وأن بعض هذه المدن الكبرى أصبحت بشكلٍ أو بآخر عابرة للقارات وهي التي بُني اقتصادها على أعمال واهتمامات سكانها، وبالتالي أصبحت هذه المدن محدِّدة للأجندات العالمية ومعتمدة على الاتصال القائم بين سكانها وسكان المدن الأخرى في العالم، فأصبح من غير الممكن فيها الفصل بين المحلي والعالمي.
وفيما يخص التشاؤم العالمي اليوم من مبدأ العولمة والتجارة العالمية، أكد كانا أن العولمة هي التي تقود العالم اليوم وأن مفهوم التجارة العالمية بشكلها الحالي من غير الممكن أن يُلغى، فالعلاقات التجارية الدولية تتزايد والنمو الاقتصادي أيضًا يزداد تبعًا لها، خاصةً وأن الحاجة لتلبية الطلب على المصادر وأهمية المواءمة بين العرض والطلب أدت إلى زيادة التواصل بين سكان الأرض لتنظيم المصادر والتحكم بتدفقها بدل إيقافها، وهنا تبرز أهمية قطاع الخدمات الإلكترونية. وتابع الخبير الدولي بطرح مثال على علاقات الشراكة العابرة للقارات بين الدول غير المتجاورة مثل الصين وعلاقاتها الدولية مع عدد كبير من الدول غير المجاورة لها أساسًا.
وبين باراغ كانا كذلك أن عوامل متعددة أخرى ساهمت في التقليل من أثر الحدود الجيوسياسية وهي خطوط وأسلاك الاتصال الشبكي والإنترنت التي تصل بين القارات والدول ويصعب التحكم بها وبمصادرها، بالإضافة إلى قضية المهاجرين واللاجئين من كل مكان، إذ أن تنقل البشر ساعد على إعادة تموضع القوى العاملة والموارد البشرية، وتحريك المستثمرين خاصةً إلى الأسواق الناشئة، ما دفع بعض الحكومات إلى تبني أنظمة منفتحة أكثر لتسهيل هذه الحركة للأيدي العاملة والمستثمرين، والذي كان له دور في نمو البناء وحركة الشحن والتواصل والتنقل والاتصال، ما أدى إلى تغيير في العلاقات بين الدول من خلال إعادة توزيع شبكات الطاقة وتسارع إنشاء البنى التحتية الداعمة لها التي تعبر الحدود الجيوسياسية.
واختتم الخبير الدولي باراغ كانا جلسته بتأكيد أهمية دور كل دولة من الدول بحد ذاتها، فكل دولة أصبح لها دورها الأساسي في رفد النظام الاقتصادي، ولذلك أصبح من غير الممكن منع أي أحد أو أي دولة من التواصل والتجارة، وأصبح الصراع اليوم على مصادر الطاقة أقل لأن تدفق الطاقة بين الدول أمر أساسي وأدى إلى توزيع للمصادر ضمن حضارة عالمية حققت حلمًا يسعى له الجميع بمستقبل أفضل.