استهل أستاذ علم الاقتصاد والسياسة في جامعة برينستون آلان كروغر جلسته الحوارية بالتأكيد على أهمية زيادة الاندماج في العالم على المستويات الاقتصادية والثقافية وحتى على مستوى اللغة، ويرى أن الوضع الراهن يشهد تقلصاً في وتيرة هذا الاندماج، لكن ما يثير القلق برأيه إنه جاء هذا التقلص بشكل مفاجئ. بالإضافة إلى ذلك، يرى كروغر أن للسياسة تأثيرٌ مباشر على العولمة مشيراً إلى انهيار التجارة بعد الحرب العالمية الأولى كدليل على ذلك التأثير بحسب رأيه.

وفي ذات السياق أشار كروغر إلى التباين بين كل من النمو الاقتصادي والمستوى المعيشي في فترة ما قبل السبعينات وما بعدها، حيث كان مستوى المعيشة والوضع الاقتصادي في ذلك الوقت أفضل من وضعه في الفترة ما بعد الثمانينيات، حيث أشار إلى دراسة تبين أن ما نسبته 20% من الفقراء في الولايات المتحدة الأمريكية لم يتغير مستوى الدخل لديهم منذ عام 1979 حتى الآن، ذلك ما دعى الأفراد إلى إلقاء اللوم على التجارة العالمية والتكنولوجيا، لكن يرى كروغر أن أغلبية الشعب الأمريكي يتجه لإلقاء اللوم في ذلك على التجارة أكثر من التكنولوجيا، وذلك لقدرته على التحكم في الصفقات التجارية أكثر من تحكمه في التكنولوجيا.

كما ركز كروغر في حديثه على الزيادة الملحوظة في مشاركة الصين في القطاع التجاري والاقتصادي بحسب منظمة التجارة الدولية، وأثر ذلك على التجارة في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن جهة أخرى يرى كروغر أن الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات الثلاثين الماضية كان في ارتفاع على عكس التجارة التي انخفضت خلال السنوات الخمس الماضية، وذلك لمجموعة من الأسباب منها زيادة التدابير التي اتخذتها بعض الدول في تقييد التجارة مثل ارتفاع كلفة الشحن، بالإضافة إلى الدور الذي لعبه فشل التكنوقراط في دعم فرص التدريب.

في الختام، اعتبر كروغر أن النمط السابق قد ينطبق على أمريكا والدول المتطورة أكثر من غيرها، حيث أن الطبقة الوسطى في الدول الأخرى شهدت تطوراً في الفترة الأخيرة، كما وأعاد التأكيد على استمرار التباطؤ في الاندماج الاقتصادي العالمي إلى أن تطرح القوى التي تدعم الاندماج نموذجاً جديداً، أو إلى أن يؤدي هذا التوجه نحو سياسية الحمائية الاقتصادية إلى مشاكل قد تتسبب بسقوطه.