wgs_logo
التجربة اليابانية في التعليم

فبراير 12، 2017

قاعة بلدية دبي

ألقى السيد مورينوسوكي كاواغوتشي، عالِم المستقبل والمؤلف الياباني، كلمة عن التجربة اليابانية في هندسة القيم، وتحدث عن التجربة اليابانية الفريدة التي تشجع قيم التواضع والاحترام والمراعاة ليس فقط تقديرًا للإنسان؛ بل للجماد والآلات التي ينتفع بها الإنسان وتيسر له حياته؛ وأوضح أن ذلك يصب في مصلحة الإنسان في النهاية، إذ ينعكس على إطالة العمر الإنتاجي أو الاستهلاكي لتلك الآلات.

بدأ السيد كاواغوتشي حديثه عن التجربة اليابانية الطريفة بالتطرق إلى رياضة السومو اليابانية التي تعد واحدة من أشهر الرياضات القتالية، وذكر ثلاثة مظاهر لهذه الرياضة تميزها عن غيرها من رياضات المصارعة المعروفة في العالم. فأول قواعد اللعبة هو عدم تحديد شرط تكافؤ الوزن بين المتصارعين، في إشارة إلى أن الصغير قد يتغلب على الكبير بالمهارة. ثانيًا، ممنوع التعبير عن النصر بأي شكل من الأشكال؛ ففوز الفائز استلزم خسارة الخاسر، ولذلك يجب احترام مشاعره وعدم التباهي بالنصر. أما القاعدة الثالثة، فهي أن الحَكَم يعلن طريقة الفوز، مما يعني أن الخطوات التي مهدت للفوز لها أهميتها كما أن طريقة الفوز لا يمكن تجاهلها.

وتطرق السيد كاواغوتشي إلى مظاهر احترام قيم المراعاة والاعتذار في المجتمع الياباني باستخدام الشخصيات الكرتونية الطريفة بدلًا من اللافتات التقليدية. فشركات الإنشاءات مثلًا تحرص على وضع شخصيات كرتونية طريفة في مواقع البناء تعتذر لجيران الموقع والمارة عن الضوضاء والإزعاج الناجمَين عن أعمال البناء؛ كما تُستخدم تلك الشخصيات الكرتونية الطريفة في القطارات المزدحمة لتنبيه الراكب إلى تجنب إصابة أحد أصابعه مثلًا. كل هذه الأساليب المبتكرة تعلي قيم مراعاة الآخر وحُسن معاملته، وتحث الناس على نبذ التكبر والأنانية واحترام الاعتذار.

وأضاف السيد كاواغوتشي مثلًا آخر من واقع التجربة اليابانية وهو الحفلات التذكارية التي تُقام احترامًا لأرواح الدجاج الذي دفع حياته ثمنًا للأرباح التي تجنيها المطاعم، وصلوات علماء الأحياء للبكتيريا التي تحصد التجارب العلمية أرواحها لتوظيف نتائج التجارب والبحوث لخدمة الإنسان. وختم السيد كاواغوتشي حديثه بذكر الاحتفال الذي يُجرى للقطارات بعد انتهاء مدة عملها، ويعبّر فيها الناسُ عن امتنانهم للقطار الذي طالما أجهد نفسه من أجل راحتهم في التنقل.